samedi, août 09, 2008

محمود درويش شاعر القضية الفلسطينية واحد رواد الشعر العربي الحديث

(ا ف ب) - يعتبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي توفي السبت في احد مستشفيات تكساس في الولايات المتحدة احد اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن.

كذلك, يعتبر شاعر القضية الفلسطينية والمقاومة, وبين ابرز من ساهموا في تطوير الشعر العربي الحديث الذي مزج شعر الحب بالوطن.

ولد محمود درويش في فلسطين في قرية البروة في الجليل الغربي العام1942 ودمرت قريته العام1948 واقيمت مكانها قرية زراعية يهودية باسم ""احي هود"".

لجأت عائلته اثر نكبة العام1948 الى جنوب لبنان وكان لم يتجاوز سبعة اعوام, فظل هناك عاما كاملا ثم عاد متخفيا مع عائلته الى فلسطين حيث بقي لفترة قصيرة في قرية دير الاسد في الجليل.

استقر بعدها في قرية الجديدة المجاورة لقريته البروة. وتنقل بين قرى الجليل حيث تلقى دروسه الابتدائية والثانوية واستقر في شبابه في مدينة حيفا.

التحق بالحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي كان بمثابة صوت الفلسطينين الذين بقوا في اسرائيل, وعمل في جريدة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب الشيوعي في مدينة حيفا.

تعرض درويش منذ العام1961 لملاحقات امنية اسرائيلية واعتقل مرارا وفرضت عليه الاقامة الجبرية بسبب اقواله ونشاطاته السياسية حتى غادر فلسطين المحتلة العام 1972 .

التحق بدورات حزبية في المدرسة الحزبية في موسكو بالاتحاد السوفياتي السابق, ثم لجأ الى مصر العام1972 والتحق بصفوف منظمة التحرير الفلسطينية وكان عضوا في لجنتها التنفيذية. لكنه استقال من هذه اللجنة احتجاجا على اتفاق اوسلو بين منظمة التحرير واسرائيل الذي وقع العام1993 .

في اواسط السبعينات انتقل الى لبنان حيث ترأس مركز الابحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية.

قام درويش بكتابة اعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم اعلانه في الجزائر العام 1988 .

اقام في باريس قبل عودته الى رام الله, حيث نال تصريحا لزيارة امه في قرية الجديدة التي باتت قرية في اسرائيل. واثناء وجوده هناك, قدم بعض الاعضاء العرب واليهود في الكنيست الاسرائيلية اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه, فسمح له بذلك.

أسس مجلة الكرمل في بيروت العام1980 والتي انتقلت الى قبرص قبل ان تستقر اخيرا في رام الله, وظل يشغل رئاسة تحريرها حتى الان.

نال محمود درويش جوائز عالمية عدة تكريما لشعره, ابرزها جائزة لوتس العام 1969 وجائزة البحر المتوسط العام1980 ودرع الثورة الفلسطينية العام1981 وجائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي العام1982 وجائزة لينين العام1983 وجائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري ادونيس العام2004 .

وكانت آخر جوائزه جائزة الاركانة العالمية للشعر التي قدمها اليه بيت الشعر في المغرب.

اطلقت مدينة رام الله في الضفة الغربية اسم الشاعر على احد ميادينها قبل ان يلقي مجموعة من قصائده ضمنها ""لاعب النرد"" في القصر الثقافي في رام الله.

اعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية اصدار طابع بريدي يحمل صورة درويش ملقيا احدى قصائده, وذلك تقديرا لمكانته ودوره الكبير في احياء القضية الفلسطينية في مختلف انحاء العالم, مشددة على انه ""ارسى لتجربته الابداعية وضعا خاصا في المشهد الشعري العربي والعالمي"".

نشر درويش اخر قصائده في17 حزيران/يونيو الماضي بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة تحت عنوان ""انت منذ الان غيرك"" انتقد فيها التقاتل الفلسطيني.

حقق ديوانه ""اوراق الزيتون"" (1964 ) ثم ""عاشق من فلسطين"" (1966 ) نجاحا كبيرا وذاع صيته كشاعر مقاومة وهو في مطلع العشرينات.

تحولت قصيدته الشهيرة ""بطاقة هوية"" التي يخاطب فيها شرطيا اسرائيليا صرخة تحد جماعية للاحتلال الاسرائيلي. يقول فيها ""سجل انا عربي ورقم بطاقتي50 الفا"" ما ادى الى اعتقاله العام1967 .

قال درويش ""في الخمسينات (من القرن العشرين) آمنا نحن العرب بامكانية ان يكون الشعر سلاحا وان على القصيدة ان تكون واضحة مباشرة. على الشعر الاهتمام بالاجتماعي, ولكن علية الاعتناء بنفسه ايضا, بالجماليات. آمنت ان افضل شيء في الحياة ان اكون شاعرا, الان اعرف عذابه, في كل مرة انهي فيها ديوانا اشعر انه الاول والاخير"".

كان الاول في موجة من الشعراء الذين كتبوا من داخل اسرائيل عندما كانت رئيسة الحكومة الاسرائيلية في تلك الفترة غولدا مائير تقول علنا ""لا يوجد فلسطينيين"".

احيانا, كانت قصائد درويش تثير جدلا وحتى انتقادا لدى العرب انفسهم. وكتب بعد حرب1967 قصيدة بعنوان ""جندي يحلم بزنابق بيضاء"" يقول فيها ""سأواصل انسنة حتى العدو, كان الاستاذ الاول الذي علمني العبرية يهوديا, كان الحب الاول في حياتي مع فتاة يهودية, كان القاضي الاول الذي زج بي في السجن امرأة يهودية, ولذا فانني منذ البداية لم ارد اليهود اما شياطين او ملائكة بل كائنات انسانية"".

ووصف الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنه ""صراع بين ذاكرتين"".

وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني القائل عن فلسطين ""ارض بلا شعب لشعب بلا ارض .

لم يخف اعجابه بالشاعر العبري يهودا عامخاي عندما قال عنه ""طرح شعره تحديا لي لاننا نكتب عن المكان نفسه, يريد استثمار المشهد والتاريخ لصالحه ويقيمه على هويتي المدمرة, لذا نتنافس: من مالك لغة هذه الارض؟ من يحبها اكثر؟ من يكتبها افضل؟"".

واضاف ""يصنع الشعر والجمال السلام دائما, وحين تقرأ شيئا جميلا تجد تعايشا, انه يحطم الجدران, انا اؤنسن الساخر دائما, وحتى اؤنسن الجندي الاسرائيلي .

اصيب درويش بنوبة قلبية واجريت له عملية جراحية لانقاذ حياته العام1984 وعملية جراحية اخرى العام1998 . قال عن عمليته الاولى ""توقف قلبي لدقيقتين, اعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالالم فقط عندما عدت الى الحياة"".

وقال في الجراحة الثانية ""كان قتالا, رأيت نفسي في سجن, وكان الاطباء رجال شرطة يعذبونني, انا لا اخشى الموت الان, اكتشفت امرا اصعب من الموت: فكرة الخلود, ان تكون خالدا هو العذاب الحقيقي"".

1 commentaire:

Anonyme a dit…

Ca m'attrise. Ca m'assome.
Inna lillah wa inna ilayehi raji3oune.
Une grande perte pour la scène artistique et intellectuelle arabe.